باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر
باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون}... [البقرة (132، 133)].
----------------
قوله تعالى: {ووصى بها}، أي: بالملة، وكلمة الإخلاص لا إله إلا الله {إبراهيم بنيه}، ووصى بها أيضا يعقوب بنيه فقالا: {إن الله اصطفى لكم الدين}، أي: دين الإسلام، {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، أي: دوموا على الإسلام حتى تموتوا. وقالت اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟ فرد الله عليهم بقوله {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون}، وإسماعيل عم يعقوب، فهو من التغليب.