فوائد من كتاب الشكر 2
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الشكر يأخذ بحزم الحمد وأصله وفرعه وينظر في نعمة من الله في بدنه وشمه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك ليس من هذا شيء إلا فيه نعمة من الله حق على العبد أن يعمل بالنعم الائي هي في بدنه لله عز و جل في طاعته ونعم أخرى في الرزق حق عليه أن يعمل الله بما أنعم عليه من الرزق في طاعته فمن عمل بهذا فقد كان قد أخذ بحزم الشكر وفرعه وأصله.
حكمــــــة
عن عمرو بن مرداس عن كعب قال: ما أنعم الله عز و جل على عبد من نعمه في الدنيا فشكرها لله عز و جل تواضع بها لله إلا أعطاه نفعها في الدنيا ويرفع له بها في الآخرة وما أنعم الله على العبد من نعمه في الدنيا فلم يشكر لله ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار يعذبه إن شاء أو تجاوز عنه.
حكمــــــة
قال هشام بن سلمان: كنت قاعدا عند الحسن وبكر بن عبد الله المزني فقال له الحسن هات يا أبا عبد الله دعوات لاخوانك فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال: والله ما أدري أي النعمتين أفضل علي وعليكم نعمة المسلك أم نعمة المخرج إذ أخرجه الله منا قال الحسن لقد قلت عجبا يا أبا بكر أنها من نعمه العظام.
حكمــــــة
عن إبراهيم بن عبد الله المديني قيل هو بن ميمون قال نعم قال قيل للحسن: ههنا رجل لم نره قط جالسا إلى أحد ولا رأينا أحدا جالسا إليه إنما هو أبدا خلف سارية وحده قال الحسن إذا رأيتموه فأخبروني به فمروا به ذات يوم ومعهم الحسن فأشاروا اليه فقالوا ذاك الرجل الذي أخبرناك به فقال امضوا حتى آتيه فلما جاءه قال يا عبد الله أراك حببت إليك العزلة فما يمنعك من مخالطة الناس فقال ما أشغلني عن الناس قال فائت ذا الرجل الحسن لتجلس اليه قال ما أشغلني عن الحسن وعن الناس قال له الحسن فما الذي يشغلك يرحمك الله عن ذلك قال اني أصبح وأمسي بين ذنب ونعمة فرأيت أن أشغل نفسي عن الناس بالاستغفار من الذنب وشكر الله على النعمة فقال الحسن أنت يا عبد الله أفقه عندي من الحسن فالزم ما أنت عليه.
حكمــــــة
عن محمد بن يزيد بن خنيس قال انصرف الناس ذات يوم من العيد فرأى وهيب الناس وهم يمرون في ذلك الزي فنظر إليهم ساعة ثم قال: عفا الله عنا وعنكم لئن كنتم أصبحتم مستيقنين أن الله عز و جل قد تقبل منكم هذا الشهر لقد كان لكم أن تصبحوا مشاغيل عما أنتم فيه بطلب الشكر وان كانت الأخرى خائفين أن لا يكون قد تقبل منكم لقد كان ينبغي لكم أن تكونوا أشغل فكرا عما أنتم فيه اليوم.
حكمــــــة
عن السري بن يحيى عن عنبسة بن الأزهر قال كان محارب بن دثار قاضي أهل الكوفة قريب الجوار مني فربما سمعته في بعض الليل يقول ويرفع صوته: أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد وأنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد وأنا الغائب الذي أديته فلك الحمد وأنا الراجل الذي حملته فلك الحمد وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد ربنا ولك الحمد ربنا حمدا لك على كل نعمة.