5. المنتقى النفيس
حكمــــــة
قال أبو الجوزاء رحمه الله: " والذي نفسي بيده إن الشيطان ليلزم بالقلب حتى ما يستطيع صاحبه ذكر الله، ألا ترونهم في المجالس يأتي على أحدهم عامة لا يذكر الله إلا حالفا، والذي نفس أبي الجوزاء بيده، ما له في القلب طَرْدٌ إلا قول لا إله إلا الله، ثم قرأ {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا} [الإسراء: 46] ".
حكمــــــة
قال عبيد الله بن شميط بن عجلان رحمه الله: " يعمد أحدهم فيقرأ القرآن ويطلب العلم، حتى إذا علمه أخذ الدنيا فضمها إلى صدره، وحملها على رأسه، فنظر إليه ثلاثة ضعفاء: امرأة ضعيفة، وأعرابي جاهل، وأعجمي، فقالوا: هذا أعلم بالله منا، لو لم ير في الدنيا ذخيرة ما فعل هذا، فرغبوا في الدنيا وجمعوها. وكان أبي يقول: فمثله كمثل الذي قال الله عز وجل: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} [النحل: 25] ".
حكمــــــة
قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: «الدنيا دار فناء، ومنزل بِلْغَةٍ، رغبت عنها السعداء، وأسرعت من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها، هي المعذبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول»
حكمــــــة
قال عمرو بن ديناررحمه الله: " سألت محمد بن كعب القرظي عن هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} [الزلزلة: 7] {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 8] قال: من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرى عقوبتها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له شر ".
حكمــــــة
قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: " يا بني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا، وكبيرا طيبا، لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا، لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار، قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني، فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن تورد علي أمورا، حتى أنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي ".
حكمــــــة
قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: " لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام، قال الله تعالى: " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا " [آل عمران: 41] ولو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله تعالى، قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا " [الأنفال: 45] ".
حكمــــــة
قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: " الكبائر، ثلاث: أن تأمن مكر الله، وأن تقنط من رحمة الله، وأن تيأس من روح الله، قال: ويتلو القرظي هذه الآيات {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} [الأعراف: 99] {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الحجر: 56] وقال يعقوب عليه السلام لبنيه {لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87] ".