فوائد من كتاب أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء لأبي رملة محمد المنصور بن إبراهيم 2
قال الشافعي : التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام. التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة .
قال جعفر بن محمد الصادق: إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت ، وإن كان على خلاف ما يقول كانت حسنة لم تعملها .
قال إبراهيم بن أدهم : كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيا فهو والذئب سواء، وكل من ذل لغير الله فهو والكلب سواء .
قال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غزيرة عقل. قلت: فإن لم يكن ؟ قال: حسن أدب. قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل .
قال الشافعي : لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا عدو أضر من الجهل ، ولا أدوأ من الكذب .
خطب شداد بن أوس رضى الله عنه فقال : أيها الناس ! إن الدنيا أجل حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، وإن الآخرة أجل مستأخر ، يحكم فيها ملك قادر . ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ، وإن الشر كله بحذافيره في النار .
قال ابن محيريز: قلت لفضالة بن عبيد: أوصني. قال: خصال ينفعك الله بهن، إن استطعت أن تَعرف ولا تُعرف فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تكلم فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يُجلس إليك فافعل .
قال المأمون : الناس ثلاثة : رجل منهم كمثل الغذاء لا بد منه ، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ، ومنهم كالداء مكروه على كل حال .
قال ميمون بن مهران: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله، ولا تصغين بسمعك إلى هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه، ولا تدخل على امرأة ولو قلتَ أعلمها القرآن .
قال حاتم الأصم: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك، وإذا سكت فاذكر علم الله فيك .
قال أبوبكر بن عياش : الخلق أربعة : معذور ومخبور ومجبور ومثبور . فالمعذور البهائم والمخبور: ابن آدم ، والمجبور: الملَك، والمثبور: الجن .
قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك في التوكل ؟ قال: على خصال أربعة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي. وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به. وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره. وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستحي منه .
قال حاتم الأصم: من أصبح مستقيما في أربع فهو بخير: التفقه، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة .
قال الحكيم الترمذي : صلاح خمسة في خمسة : صلاح الصبي في المكتب ، وصلاح الفتى في العلم ، وصلاح الكهل في المسجد ، وصلاح المرأة في البيت، وصلاح المؤذي في السجن .
قال سهل بن عبد الله التستري – سيد الصوفية - : أصولنا ستة: التمسك بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، والتوبة، وأداء الحقوق .
قال يحيى بن معاذ : الدرجات سبع: التوبة، ثم الزهد، ثم الرضى، ثم الخوف، ثم الشوق، ثم المحبة، ثم المعرفة .
قال جنيد: دخلت على السري السقطي وهو يجود بنفسه، فقلت: أوصني. قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغلن عن الله بمجالسة الأخيار .
قال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء بن عمر وهو في الموت، فجعل يهلّل ويكبّر، ويذكر الله، وقال لابنه: يا بني! اكفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ربي عز وجل .
قال الحسن صالح : إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا واحدا من الشر .
كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه، فقال له ابن مسعود: يا أبا يزيد! لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين .
قال مصعب : سمع عامر – ابن عبد الله بن الزبير – المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوا بيدي ، فقيل : إنك عليل . قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟ فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات . وكان عامر ربما انصرف من العتمة فيعرض له الدعاء فلا يزال يدعو إلى الفجر.
قال سلام ابن أبي مطيع : كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، وإذا جاء العشر ختم كل ليلة.
كان بقي بن مخلد يختم القرآن كل ليلة، في ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مائة ركعة، ويصوم الدهر. وكان كثير الجهاد، فاضلا، يذكر عنه أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة .
كان الربيع بن خثيم إذا قيل له: كيف أصبحتم؟ قال: ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا
كان أحمد بن حرب إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه، يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة، فيقول: اعمل أنت عملك. وربما قطع من شفته وهو لا يعلم .
قال سعيد بن جبير: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول بينك وبين معصيته، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن .
كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح . ثم يقول : هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم . وإنه لَتَرِمُّ رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ويظهر فيه عروق خضر .
قال رجل لابن المبارك : قرأت البارحة القرآن في ركعة ، فقال : لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر (ألهاكم التكاثر) إلى الصبح ، ما قدر أن يتجاوزها – يعني نفسه .
كان ابن عمر إذا قرأ (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ..) بكى حتى يغلبه البكاء .
قالت أم سعيد: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامة الليل، لا يهدأ، وربما ترنم في السَّحَر بالقرآن، فأرى أن جميع النعيم قد جُمع في ترنمه .
لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بكى ، فقيل له فقال : أسفا على الصلاة والصوم ، ولم يزل يتلو حتى مات .
كان صفوان بن سليم يقول : في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا، وإن كان في ذا غصص وكرب ، ثم ذرفت عيناه . وكان يجلس إلى القبر فلا يزال يبكي حتى يظن من رآه أنه بعض أهله
بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، فكانت مفتوحة وهو لا يكاد يبصر بها. وكان إذا فقد السراج من بيته يتململ على فراشه، وذلك لتذكره ظلمة القبر .
قال إبراهيم التيمي : إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يديك منه . وكان هو إذا سجد كأنه جزم حائط ينزل على ظهره العصافير . ومع ذلك يقول : "ما عرضت قولي على عملي إلا خفت أن أكون مكذبا". وهو الذي قال : ما بينكم وبين القوم ! أقبلت عليهم الدنيا فهربوا وأدبرت عنكم فاتبعتموها .
دخل لص على مالك بن دينار فما وجد ما يأخذ ، فناداه مالك : لم تجد شيئا من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة ؟ قال : نعم . قال: توضأ ، وصل ركعتين ، ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد فسئل من ذا ؟ قال : جاء ليسرق فسرقناه .
نصيحة ابن السمّاك: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار العزاء، وغدا تصير إلى دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو .
كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إلي بالعلم كله. فكتب إليه ابن عمر: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم فافعل .
قال عمرو بن العاص رضى الله عنه : ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين .