فوائد من كتاب الأهوال
حكمــــــة
عن مطر الوراق، قال: بات هرم بن حيان العبدي عند حممة، فبات حممة باكيا حتى أصبح، فلما أصبح قال له: ما الذي أبكاك الليلة؟ قال: « ذكرت ليلة صبيحتها تناثر الكواكب »، وبات حممة عند هرم، فبات هرم بن حيان باكيا حتى أصبح، فلما أصبح قال له حممة: ما أبكاك؟ قال: « ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور للحشر إلى الله »
حكمــــــة
عن هلال بن طلق قال: بينما أنا أسير مع ابن عمر فقلت: إن من أحسن الناس هيئة وأوفاه أهل مكة والمدينة، فقال: « حق لهم، أما سمعت الله، يقول: " ويل للمطففين " (المطففين آية رقم: 1) حتى انتهى إلى: " يوم يقوم الناس لرب العالمين " (المطففين آية رقم: 6) قال: قلت: إن ذاك ليوم عظيم، قال: « ما عند الله أعظم منه »
حكمــــــة
عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله: " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " (المؤمنون آية رقم: 101)، " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (الصافات آية رقم: 50)؟ قال: « هي مواقف، فأما الصعقة الأولى إذا صعقوا ماتوا فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، فإذا نفخ في الصور النفخة الأخرى، فإذا هم قيام ينظرون، فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون »
حكمــــــة
عن قتادة قرأ: " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " (ق آية رقم: 41) قال: « ملك قائم على صخرة بيت المقدس ينادي: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، إن الله يأمركم أن تجتمعن لفصل القضاء »، ودثني عمي رحمه الله، ادنا الحسن بن إسحاق، دثنا العباس بن عثمان الراهبي، دثنا الوليد، دثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، وقرأ: واستمع يوم يناد المناد.
حكمــــــة
عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: « يرسل ريح فيها صر بارد زمهرير فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا لفت بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على الناس » قال: « ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه فلا يبقى خلق في السماء والأرض إلا مات ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فيرسل الله ماء من تحت العرش فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ ابن مسعود: " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " (فاطر آية رقم: 9) ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه، فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه، ويقومون فيجيئون قياما لرب العالمين »
حكمــــــة
عن عقبة بن فضالة، قال: دخلت على سعيد بن دعلج وبين يديه رجل يضرب، فقلت: « أصلح الله الأمير، أكلمك بشيء ثم شأنك وما تريد »، قال: فأمر به فأمسك عنه، ثم قال: هات كلامك، قال: فهبته والله، ورهبت منه رهبة شديدة، ثم قلت: « إنه بلغني أصلح الله الأمير، أن العباد يوم القيامة في موقف من شر ما يأتي به المنادي للحساب، وإن المتكبر يومئذ لتحت أقدام الخلق »، فاشتد بكاؤه، وأمر بالرجل فأطلق، فكنت إذا دخلت عليه بعد ذلك قربني، وقال لي يوما وقد دخلت عليه: ويحك يا عقبة ما ذكرت حديثك إلا بكيت.