فوائد من كتاب الأهوال
عن الحسن فى قوله تعالى " السماء منفطر به " ( المزمل آية رقم : ) 18 قال : « محزونة ، مثقلة »
عن مطر الوراق ، قال : بات هرم بن حيان العبدي عند حممة ، فبات حممة باكيا حتى أصبح ، فلما أصبح قال له : ما الذي أبكاك الليلة ؟ قال : « ذكرت ليلة صبيحتها تناثر الكواكب » ، وبات حممة عند هرم ، فبات هرم بن حيان باكيا حتى أصبح ، فلما أصبح قال له حممة : ما أبكاك ؟ قال : « ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور للحشر إلى الله »
كان عون بن عبد الله يقول : « ويحي ، كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل أمامي ؟ أم كيف أغفل عن أمر حسابي وقد أظلني ، واقترب مني ؟ أم كيف لا يكثر بكائي ، ولا أدري ما يراد بي ؟ »
كان أبو الهيثم قد مات ولده وبقي له بني صغير فمات ، فقام أصحابه يعزونه ، وهو في ناحية المسجد مكتئب حزين ، فقال : « ما تركني حزن يوم القيامة آسى على ما فاتني ، ولا أفرح بما آتاني »
قال الحسن : « يومان وليلتان لن تسمع الخلائق بمثلهن قط ، ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبلها ، وليلة صبيحتها يوم القيامة ، ويوم يأتيك البشير من الله إما بالجنة ، وإما بالنار ، ويوم تعطى كتابك إما بيمينك ، وإما بشمالك »
عن علقمة قال : كنا عند عبد الله فأتي بشراب ، فقال : ناوله القوم ، قالوا : نحن صيام ، قال : " لكني لست بصائم » ، ثم قرأ :" يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار " ( لنور آية رقم : 37) "
كان الأحنف بن قيس يريد الصوم ، فقيل له في ذلك ، فقال : « إني أعده ليوم شره طويل » ، ثم تلا :" فوقاهم الله شر ذلك اليوم " ( الإنسان آية رقم : 11 )
عن الشعبي ، قال : « كان عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت عنده الساعة صاح ويقول : ما ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة إلا صاح »
عن ابن عباس قال : « ينادي مناد بين يدي الصيحة : يا أيها الناس ، أتتكم الساعة ، قال : فسمعها الأحياء والأموات ، قال : وينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ، فينادي مناد : لمن الملك اليوم ؟ ، لله الواحد القهار »
سمع الحسن " فإذا نقر في الناقور " ( المدثر آية رقم : 8 ) قال : « الناقور ، والحسرة ، والبطشة الكبرى ، والتغابن ، والجاثية ، والتناد ، هذا كله يوم القيامة »
عن عكرمة ، " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ( المعارج آية رقم : 4 ) قال : « يوم القيامة »
عن قتادة " الحاقة ما الحاقة " ( الحاقة آية رقم : 1 : 2 ) قال : « حقت لكل عامل عمله » ، " وما أدراك ما الحاقة " ( الحاقة آية رقم : 3 ) قال : « تعظيما ليوم القيامة »
قرأ عمر بن ذر : " مالك يوم الدين " قال : « يا لك من يوم " ( الفاتحة آية رقم : 4 )، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين »
عن مجاهد " تمور السماء مورا " ( الطور : 9 ) قال : « تدور دورا » وعن الضحاك " يوم تمور السماء مورا " قال : « يموج بعضها »
قال محارب بن دثار : « إن الطير يوم القيامة لتضرب بأذنابها ، وترمي ما في حواصلها من هول ما ترى ، وليست عندها طلبة »
عن سفيان بن عيينة ، قال : ( يوم التغابن ) : « يوم يغبن أهل الجنة أهل النار » ، و ( يوم التناد ) : « يوم ينادي أهل النار أهل الجنة » ، و ( يوم التلاق ) : « يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض »
عن ابن معقل ، في قوله : " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " ( سبأ آية رقم : 51 ) قال : « أفزعهم يوم القيامة فلا يفوتوه »
عن أبي سعيد الخدري قال : « يسمعون صوتا من السماء : اقتربت الساعة ، فمن بين مصدق ومكذب ، وعارف ومنكر ، فبينما هم كذلك ، إذ يسمعون مناديا ينادي من السماء : يا أيها الناس ، اقتربت الساعة ، قال : فمن بين مصدق ومكذب ، وعارف ومنكر ، فلا يلبثون إلا يسيرا حتى يسمعوا الصيحة ، فذاك حين تلهى كل والدة عن ولدها »
قال عكرمة " يوم تبلى السرائر " ( الطارق آية رقم : 9 ) قال : « هؤلاء الملوك الذين لهم الأتباع يوم القيامة ، ما لهم من قوة ولا ناصر »
عن هلال بن طلق قال : بينما أنا أسير مع ابن عمر فقلت : إن من أحسن الناس هيئة وأوفاه أهل مكة والمدينة ، فقال : « حق لهم ، أما سمعت الله ، يقول : "ويل للمطففين " ( المطففين آية رقم : 1 ) حتى انتهى إلى :" يوم يقوم الناس لرب العالمين" ( المطففين آية رقم : 6 ) قال : قلت : إن ذاك ليوم عظيم ، قال : « ما عند الله أعظم منه »
قال ابن عباس : « إن صاحب الصور لم يطرف مذ وكل به ، كأن عينيه كوكبان دريان ، ينظر تجاه العرش ، ما يطرف مخافة أن يؤمر أن ينفخ فيه قبل أن يرتد إليه طرفه »
عن عطاء بن يزيد السكسكي ، « إذا لم يبق إلا الله مجد نفسه ، ثم قال : أين الذين كانوا يدعون معي الملك ، وأنا الواحد الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن لي كفوا أحد »
عن محمد بن كعب القرظي قال : « بلغني أن آخر من يموت ملك الموت يقال له : يا ملك الموت مت موتا لا تحيا بعده أبدا قال : فيصرخ عند ذلك صرخة لو سمعها أهل السماوات وأهل الأرض لماتوا فزعا ثم يموت ثم يقول الله عز وجل :" لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " ( غافر آية رقم : 16 ) »
عن ابن عباس ، أنه سئل عن قوله :" فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" ( المؤمنون آية رقم : 101 ) ، " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " ( الصافات آية رقم : 50 ) ؟ قال : « هي مواقف ، فأما الصعقة الأولى إذا صعقوا ماتوا فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، فإذا نفخ في الصور النفخة الأخرى ، فإذا هم قيام ينظرون ، فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون »
عن قتادة " فلا أنساب بينهم يومئذ " ( المؤمنون آية رقم : 101 ) قال : « ليس أحد من الناس يسأل أحدا بنسبه ، ولا بقرابته شيئا »
عن أبي العالية " كأنهم إلى نصب يوفضون " ( المعارج آية رقم : 43 ) « كأنهم إلى غايات يستبقون » وعن الحسن " كأنهم إلى نصب يوفضون " قال : « يبتدرون »
عن قتادة قرأ :" واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب "( ق آية رقم : 41 ) قال : « ملك قائم على صخرة بيت المقدس ينادي : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، إن الله يأمركم أن تجتمعن لفصل القضاء » ، ودثني عمي رحمه الله ، ادنا الحسن بن إسحاق ، دثنا العباس بن عثمان الراهبي ، دثنا الوليد ، دثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، وقرأ : واستمع يوم يناد المناد .
عن الحسن ، فإذا جاءت الصاخة ( عبس آية رقم : 33 ) قال : « الآخرة يصيخ لها كل شيء ، أي : ينصت لها كل شيء »
عن الحسن " ولو ترى إذ فزعوا " ( سبأ آية رقم : 51 ) قال : « فزعوا يوم القيامة حين خرجوا من قبورهم »
عن أبي الزعراء عن عبد الله قال : « يرسل ريح فيها صر بارد زمهرير فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا لفت بتلك الريح ، ثم تقوم الساعة على الناس » قال : « ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه فلا يبقى خلق في السماء والأرض إلا مات ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فيرسل الله ماء من تحت العرش فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ ابن مسعود : " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور " ( فاطر آية رقم : 9 ) ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه ، فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ، ويقومون فيجيئون قياما لرب العالمين »
عن مقاتل بن حيان " وأخرجت الأرض أثقالها " (الزلزلة آية رقم : 2 ) قال : « أثقالها : الموتى ألقتهم من بطنها ، فصاروا على ظهرها »
عن وهب بن منبه قال : « يبلون في قبورهم ، فإذا سمعوا الصرخة ، عادت الأرواح إلى الأبدان ، والمفاصل بعضها إلى بعض ، فإذا سمعوا النفخة الثانية وثب القوم قياما على أرجلهم ينفضون التراب عن رءوسهم »
قال الحسن في قوله تعالى : " ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون " ( يس آية رقم : 51 ) قال : « وثب القوم من قبورهم لما سمعوا الصرخة ينفضون التراب »
عن قتادة " يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا " ( يس آية رقم : 52 ) قال : « تكون للكافر والمؤمن ، فلما أصابتهم النفخة قال الكافر : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ، ويقول المؤمن : هذا ما وعد الرحمن » ، قال سفيان : هذا موصول مفضول "
عن قتادة : « إنه لا يفتر عن أهل القبور عذاب القبر إلا فيما بين نفخة الصعق ، ونفخة البعث ، فلذلك يقول الكافر حين يبعث :" يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا " ( يس آية رقم : 52 ) يعني : تلك الفترة ، فيقول المؤمن : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون »
عن ابن عمر في قوله تعالى : "يوم يقوم الناس لرب العالمين " ( المطففين آية رقم : 6 ) قال : « يقومون مائة سنة » وعن قتادة قال : ذكر لنا أن كعبا ، كان يقول : « يقومون ثلاثمائة سنة »
عن حماد بن خالد الخياط قال : سألت عبد العزيز بن أبي رواد عن قوله تعالى: "ذلك يوم التغابن " ( التغابن آية رقم : 9 ) قال : « يا ابن أخي ، وأي شيء تريد من الجنة والنار ؟ »
عن سلمان الفارسي قال : « تدنو الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رءوسهم قاب قوس أو قوسين ، وتعطى حر عشر سنين ، وما من أحد من الناس يومئذ عليه طحرية ، وما ترى في ذلك عورة مؤمن ولا مؤمنة ، ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة ، وأما الآخرون أو الكفار فإنها تطبخهم طبخا ، فإنما أجوافهم غق غق »
عن قتادة قال : « يهون موقف يوم القيامة على المؤمن ، ويطول على الكافر حتى يلجمه العرق من شدة كربه »
قال أبو عمرو الأوزاعي أنه سمع بلال بن سعد قال : « يفزع يوم القيامة فزعة فيزولون » ، قال الأوزاعي : وقرأ :" وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا " ( طه آية رقم : 108 ) قال : « همس الأقدام »
عن قتادة " ولو ترى إذ فزعوا " ( سبأ آية رقم : 51 ) قال : « حين عاينوا عذاب الله » وعن مجاهد " وأخذوا من مكان قريب" ( سبأ آية رقم : 51 ) قال : « من تحت أقدامهم »
سأل رجل الحسن عن قوله : " وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " ( سبأ آية رقم : 52 ) قال : « طلبوا الأمن حيث لا ينال »
عن الحسن ، في قوله : " وحيل بينهم وبين ما يشتهون " ( سبأ آية رقم : 54 ) قال : « حيل بينهم وبين الإيمان » وعن الضحاك قال : « حيل بينهم وبين أن يرجعوا إلى الدنيا فيؤمنوا »
عن وهيب بن الورد قال : « عجبا للعالم ، كيف تجيبه دواعي قلبه إلى ارتياح الضحك ، وقد علم أن له في القيامة روعات وفزعات » قال : ثم غشي عليه "
كان الربيع بن خثيم يأخذ بلحم عضده ، ويقول : « ليت شعري أي لحيم ، وأي دمي ، أين أنت إذا حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة » ، ثم يقول : « حيث شاء الله »
عن مجاهد " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ( المعارج آية رقم : 4 ) قال : « من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السماوات ، مقدار ذلك خمسين ألف سنة »
عن عكرمة " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ( المعارج آية رقم : 4 ) قال « يوم القيامة » وعن الأعمش " إنهم يرونه بعيدا " ( المعارج آية رقم : 6 ) قال : « الساعة »
عن الضحاك " ولا يسأل حميم حميما " ( المعارج آية رقم : 10 ) قال : « يرى أمه وزوجته وحميمه فلا يسأل عنه من الخوف »
عن يزيد الرشك قال : « يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين ألف سنة ، ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنة »
عن عقبة بن فضالة ، قال : دخلت على سعيد بن دعلج وبين يديه رجل يضرب ، فقلت : « أصلح الله الأمير ، أكلمك بشيء ثم شأنك وما تريد » ، قال : فأمر به فأمسك عنه ، ثم قال : هات كلامك ، قال : فهبته والله ، ورهبت منه رهبة شديدة ، ثم قلت : « إنه بلغني أصلح الله الأمير ، أن العباد يوم القيامة في موقف من شر ما يأتي به المنادي للحساب ، وإن المتكبر يومئذ لتحت أقدام الخلق » ، فاشتد بكاؤه ، وأمر بالرجل فأطلق ، فكنت إذا دخلت عليه بعد ذلك قربني ، وقال لي يوما وقد دخلت عليه : ويحك يا عقبة ما ذكرت حديثك إلا بكيت .
عن سعيد بن جبير " وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا " ( طه آية رقم : 108 ) قال : « وطء الأقدام »
عن قتادة " وعنت الوجوه " ( طه آية رقم : 111 ) قال : « ذلت » عن قتادة " فلا يخاف ظلما ولا هضما " ( طه آية رقم : 112 ) قال : « لا يحمل عليه ذنب غيره ، ولا يهضم من حسناته »