salafi
الهوى هو عن الخير صاد، وللعقل مضاد؛ لأنه ينتج من الاخلاق قبائحها، ويظهر من الافعال فضائحها ، ويجعل ستر المروءة مهتوكا، ومدخل الشر مسلوكا .
قال بعض الحكماء: نظر الجاهل بعينه وناظره، ونظر العاقل بقلبه وخاطره. ثم يتهم نفسه في صواب ما أحبت وتحسين ما اشتهت؛ ليصح له الصواب ويتبين له الحق، فإن الحق أثقل محملا، وأصعب مركبا فإن أشكل عليه أمران اجتنب أحبهما إليه، وترك أسهلهما عليه. فإن النفس عن الحق أنفر، وللهوى آثر .
قال مغيرة: اشتكى ابن أخي الأحنف إليه وجع ضرسه، فقال له: لقد ذهبت عيني منذ عشرين سنة ما ذكرتها لأحد.
دخل الناس النار من ثلاثة أبواب : باب شبهة أورثت شكاً في دين الله . وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته . وباب غضب أورث العدوان على الآخرين .
قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: متى يكون الرجل مسيئا؟ قالت: "إذا ظن أنه محسن" وعلاج ذلك: أن يعرف المعجب حقيقة نفسه، وكثرة عيوبه وأن يقدر ربه تعالى حق قدره.