بابُ دُعاءِ الإِنسانِ لمن سَقَاهُ ماءً أو لبناً ونحوهما
ذكـــــر
روينا في صحيح مسلم، عن المقداد رضي اللّه عنه في حديثه الطويل المشهور قال: فرفع النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم رأسَه إلى السماء، فقال: " اللَّهُمَّ أطْعِمْ مَنْ أطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقانِي " .
وروينا في كتاب ابن السني، عن عمرو بن الحَمِقِ رضيَ اللّه عنه؛ أنه سقى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لَبَناً فقال: " اللَّهُمَّ أمْتِعْهُ بِشَبابِه " فمرّتْ عليه ثمانون سنةً لم يرَ شعرةً بيضاء.
قلت: الحَمِق بفتح الحاء المهملة وكسر الميم.
وروينا فيه، عن عمرو بن أخطب، بالخاء المعجمة وفتح الطاء رضي اللّه عنه قال:
اسْتَسْقَى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتيتُه بماء في جمجمة وفيها شعرة فأخرجتُها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ " قال الراوي: فرأيته ابن ثلاث وتسعين أسود الرأس واللحية.
قلت: الجُمْجُمة بجيمين مضمومتين بينهما ميم ساكنة، وهي قدح من خشب وجمعها جماجم، وبه سمي دير الجماجم، وهو الذي كانت به وقعة ابن الأشعث مع الحجاج بالعراق، لأنه كان يُعمل فيه أقداح من خشب، وقيل: سمي به لأنه بُنِي من جماجم القتلى لكثرة من قُتل.