حديث شريف
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: (لما أفاء الله على رسوله يوم حنين: قسم في الناس، وفي ⦗١٢٩⦘ المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا. فكأنهم وجدوا في أنفسهم، إذ لم يصبهم ما أصاب الناس. فخطبهم، فقال: يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟. كلما قال شيئا، قالوا: الله ورسوله أمن. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله؟ قالوا: الله ورسوله أمن. قال: لو شئتم لقلتم: جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار، والناس دثار. إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض).
حنين: واد بين مكة والطائف.
أفاء: أعطى.
المؤلفة قلوبهم: هم قوم يتألفون على الإسلام، بإعطائهم من الغنائم أو الصدقات.
وجدوا: غضبوا في أنفسهم.
عالة: فقراء.
أمن: أفعل تفضيل، معناه، أكثر منة علينا وأعظم.
شعار: هو الثوب الذي يلي الجسد.
دثار: هو الثوب الذي فوق الشعار.
أثرة: الاستئثار بالشي المشترك.