باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر
باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن نزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح} إلا يقول فيها: «سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي». متفق عليه.
----------------
وفي رواية في الصحيحين عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»، يتأول القرآن. معنى: «يتأول القرآن» أي يعمل ما أمر به في القرآن في قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك واستغفره}. وفي رواية لمسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول قبل أن يموت: «سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك». قالت عائشة: قلت: يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال: «جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها {إذا جاء نصر الله والفتح}... إلى آخر السورة. وفي رواية له: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه». قالت: قلت: يا رسول الله، أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟ فقال: «أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها: {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة، {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} ». في هذا الحديث: مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على التسبيح والتحمد والاستغفار في ركوعه وسجوده، وأشرف أوقاته وأحواله. وفيه: خضوعه - صلى الله عليه وسلم - لربه وانطراحه بين يديه، ورؤية التقصير في أداء مقام العبودية، وحق الربوبية. وفيه: الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر.