للعمل الصالح بركة ينالها صاحبه وإذا لم يجد الإنسان بركة عمله الصالح في نفسه وماله وأهله فليراجع نيته.

أثر الأعمال يظهر على الوجوه {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ} الحج 72، {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الفتح 29.

{ أليس الله بكافٍ عبده } الزمر: 36. هناك تلازم بين عبودية الله وكفايته، فكلما زادت عبودية الإنسان لربه زادت كفاية الرب له، والعبودية كفاية بلا طلب.

العبادات تصرف عن الإنسان المحرمات ولو تهيأت أسبابها {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف 24.

إذا اراد الله بالإنسان خيرا حبب إليه الخير وهيأ له اسبابه وإذا اراد به شرا استعمله في الشر، قال صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله).

لا يفتح الله أبواب الخير إلا لمن طرقها، فمن أقبل، أقبل الله عليه ومن أعرض، أعرض الله عنه {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ } الأنفال 19.

النية الحسنة لا تشفع للعمل أن يُصيب الحق، وفي الأثر: (وكم من مريدٍ للخيرِ لن يصيبه).

النيّة الصادقة تصرف عن الإنسان السوء وإن قرُب منه { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف 24.

من نوى الخير هيأ الله له أسبابه وفتح له أبوابه {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} النساء 35.

من تمنّى فعل الخير صادقاً آتاه الله أجره، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء).

أصلح النية يُصلح الله لك العمل {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} الاسراء 25.

لا يُوفق للخير في عمله إلا من صدق مع الله في قلبه {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} محمد 21.

يُرزق الإنسان بنيّته أكثر من حنكته. ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم عن المتبايعين: (فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما).

يُجازي الله على النيّة أكثر من العمل {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} الفتح 18.

يرزق الله الإنسان الخير بنيته أكثر من عمله {إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ } الأنفال 70.

الصدق مع الله أقوى جسر يوصل إلى الحق، فمن صدق مع الله أعطاه الله مناه.

نيتك الصالحة، تقودك للحق إكثر من عملك {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ} الانفال 23، أوجد نية الخير في قلبك يوجد الله لك الخير في عملك.

أكثر الناس توفيقا أصدقهم نية {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} الفتح 18.

بقدر قوّة معرفة العبد لربه، يؤثر إخلاصه لله في عمله، لهذا يُسدد الله قليل المعرفة ولو كانت نيته قاصرة ويخذل العالم لأن نيته ليست كاملة.

القبول ليس بحجم العمل الظاهر، بل بقوّة صدق الباطن، فالنيّة هي التي ترفع الإنسان وتخفضه.

النيّة الحسنة ترفع الإنسان ولو بالعمل القليل، والنيّة السيئة تضع الإنسان ولو بلا عمل.

العمل يبقى ضعيفاً مهما بلغ يرفعه الإخلاص وتضعه نية السوء.

الإخلاص في العادات يدفع الرياء عن العبادات، فمن كان نومه عبادة فلن يكون قيامه رياءً.