أننا على يقين بأننا سنترك الدنيا لا محالة، اذاً الدنيا لا تساوي شيئا حتى ولو عشنا لمدة طويلة عيشة الملوك فماذا ستساوي هذه العيشة مع أول ليلة في القبر؟ في القبر نعيم وعذاب، القبر عالم جديد، دنيا جديدة، تخيل أنه توفر لك عقد عمل في احدى الدول، وأنت ذاهب اليها تشعر برهبة لأنك أول مرة تذهب اليها، فعندما تجد فيها من يتكلم بلهجتك أو من بلدك، تشعر براحة نفسية وأنس، هذا في الدنيا فتخيل عندما توضع في القبر ويقفل عليك لوحدك، تُسأل لوحدك، تعيش لوحدك وهكذا، فلماذا لا تعمر وتعمل لهذا القبر؟ أنت عندما تسافر الى أي بلد تجهّز نفسك وملابسك ومالك وغير ذلك من حاجاتك، أي تستعد للسفر، فلماذا لا تستعدّ للقبر؟ فالسفر يكون لسنوات قصيرة ثم العودة لارض الوطن، أما القبر فسفر اليه بلا عودة، بقاء فيه حتى ينفخ في الصور، لذا يجب علينا أن نستعد ونحضّر ونفكر بدخول القبر، يجب أن نعمل ونهييء أنفسنا قبل الدخول، لأن من لم يتفكر بالقبر سيفاجأ يوم القيامة (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)