بابُ استحبابِ الرَّجَزِ حالَ المبارزة
بابُ استحبابِ الرَّجَزِ حالَ المبارزة
فيه الأحاديث المتقدمة في الباب الذي قبل هذا.
روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن البراء بن عازب رضي اللّه عنهما أنه قال له رجل: أفررتم يوم حُنين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال البراء: لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يفرّ، لقد رأيته وهو على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، والنبيّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: " أنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أنا ابْنُ عَبْد المُطَّلِبْ " وفي رواية " فنزلَ ودعا واستنصرَ " .
وروينا في صحيحيهما، عن البراء أيضاً قال: رأيتُ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ينقلُ معنا التراب يومَ الأحزاب، وقد وارى الترابُ بياضَ بطنه وهو يقول:
" اللَّهُمَّ لَوْلا أنْتَ ما اهْتَدَيْنا * وَلا تَصَدََّقْنا وَلا صَلَّيْنا
فأنْزِلَننْ سَكِينَةً عَلَيْنا * وَثَبِّتِ الأقْدَام إنْ لاقَيْنا "
إنَّ الأُلى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنا * إذَا أرَادُوا فِتْنَةً أبَيْنا "
وروينا في صحيح البخاري، عن أنس رضي اللّه عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب على مُتُونهم ـ أي ظهورهم ـ ويقولون: نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّداً، على الإِسْلام، وفي رواية: على الجِهادِ ما بَقِينا أبَداً، والنبيّ صلى اللّه عليه وسلم يجيبهم " اللَّهُمَّ إنَّهُ لا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُ الآخِرَةِ، فَبارِكْ في الأنْصَارِ والمُهاجِرَة " .